ما تزال الورقة البيضاء تثير فيّ الرهبة كما لو أنني أكتب للمرة الأولى. وما زلت أقع أسيرة إغواء الكتابة، وتحديدا الكتابة الصحافيّة رغم إشهار تقاعدي المبكر في هذه المهنة لأسباب قد تشكّل هذه المدوّنة مكانًا مناسبًا لمناقشتها ذات ساعة. ما زلت احتفظ بعد مرور ردحٍ من الزمن على ممارسة مهنة الصحافة بشعور اللحظات الأولى، الرهبة والخشية من ألاّ يكون ما أكتبه في المستوى المطلوب. ظلّت هذه المشاعر تروادني منذ يومي الأول في هذه المهنة وحتى يومي الأخير الذي أعلنت فيه استقالتي منها. وها هو الشعور نفسه يعاودني ما أن أرى الورقة البيضاء أمامي في مدونتي ”نقطة عالحرف“. أعود الى الكتابة التي أيقنت أنني لا أحسن العيش خارجها، ولكن هذه المرّة من منبرٍ خاصٍ وصفحة خاصة. وسأنتظر مع كتابة كلّ مقال أو تعليق أو تحقيق رأيكم بنفس الخشية التي لازمتني مثل ظلّي وكانت محفزي الأساسي في عملي الصحفي. أما العمل الروائي، وكان نتاجه روايتين هما ”رحيل المدن“ و”النوم الأبيض“، فله صفحته الخاصة في هذه المدوّنة وينتظر بالشغف نفسه تعليقاتكم ونقاشاتكم
جنى نصرالله